«حكم تغطية وجه المرأة أمام غير محارمها»
السُّؤال:-
أخت لنا من المغرب تسأل:
على ما تجب تغطية الوجه بالنسبة للمرأة؟
══════════ ❁✿❁ ══════════
● جواب الشَّيخ الإمام/ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ●
يجب أن يُغْطَّىَ الوجه عن الرجال الأجانب في الأصح من قولي العلماء،
فهو إن كان أجنبيًا ابن عم أو ابن خال أو من الجيران أو غيرهم.
لقول الله سبحانه وتعالى:-
يخاطب المسلمين في عهده صلَّى الله عليه وسلَّم ومن بعدهم:
“وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ
ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ“
وهذا يعم أزواج النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- و غيرهن من المؤمنات،
كما قال سبحانه:-
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ”
════════════════════
والجلابيب==> ما يوضع على الرَّأس و البدن
من الجلباب و اللحاف الذي يغطى به الرأس و الوجه و البدن.
وما يوضع على الرأس يقال له خمار.
فهي تغطي وجهها بالجلباب أو بالخمار، لأنَّه معظم زينتها و أهمُّ زينتها،
ويُعْرَفُ به جمالها أو جنابتها، هذا هو الصَّواب.
════════════════════
وقال جلَّ وعلا:-
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهنَّ”
يقول جلَّ وعلا:- (ما ظهر منها)
فسَّره ابن مسعود وجماعةٌ:-
الملابس، الظَّاهر فسَّره قوم بالوجه و الكفَّين.
ولكن التَّفسير الأوَّل أصحُّ؛ لأنَّه موافق للأدلَّة الشَّرعيَّة،
و حمل بعضهم قول ==> بالوجه و الكفَّين،
هذا كان قبل الحجاب، أمَّا بعد الحجاب؛
فيجب ستر الوجه و الكفَّين في جميع الأحوال عن الرَّجل الأجنبي.
ثم قال سبحانه:-
“وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ”
و الخُمُرُ جمع (خمار) وهو ما يُسْتَرُ به الرَّأس و ما حوله،
سُمِّيَ خمار لأنَّه يستر ما وراءه.
كما سُمِّيت الخَمْرُ خَمْرًا لأنَّها تسلب العقول و تغيِّرها،
فالخمار يستر الوجه، ولهذا قال الله:- “وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ”
══════════ ❁✿❁ ══════════