●● الوقفة «العاشرة» مع حفالة في طعنه في الصَّحابة ●●
●● وصف الصَّحابة -رضوان الله- عليهم بالغلو والتَّنطُّع! ●●
══════════ ❁✿❁ ══════════
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسلَّام
على مَنْ ليس على الغيب بضنين ؛ أمَّا بعد:-
(1)
ممَّا قاله أبو مصعب مجدي حفالة -هدانا الله وإيَّاه للحق- :
الغلوُّ كان في زمن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من بعض الأشخاص؛
فقد جاء بعضٌ أو ثلاثُ نفر إلى أبيات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
يسألون عن عبادة النَّبي -صلى الله عليه وسلَّم، يعني كيف هي عبادته؟
فلمَّا أُخْبِرُوا عن عبادته، ماذا قالوا؟
هل قالوا نتأسَّى بنبينا -صلَّى الله عليه وسلَّم؟
الجواب:- لا.
هل قالوا نقتدي به؟
الجواب:- لا.
انظر ماذا قالوا !
جاء في الحديث أنَّهم تقالوها، ما معنى تقالوها؟
قالوا:- إنَّها عبادة قليلة، عبادة قليلة!
محمَّد -صلى الله عليه وسلَّم- أعلم النَّاس بربه،
وأخشى النَّاس لخالقه، عبادته قليلة عند هؤلاء!
قال أحدهم:- «أمَّا أنا فأقوم ولا أنام، أقوم الليل ولا أنام»
وقال الثَّاني: «أمَّا أنا فأصوم ولا أفطر»
وقال الثَّالث:- «أمَّا أنا فلا أتزوج النساء»
يريد أن يتبتَّل! لا يريد أن يتزوَّج،! يا سبحان الله!
تصوم ولا تفطر! تقوم ولا تنام! تعرض عن النساء!
والله عزَّ وجلَّ أباح هذا ورغَّب في الزَّواج، قالوا:- نعم.
هذه هي العبادة الكثيرة، كما يفعله بعض الجهلة،
بعض الجهلة يظنُّ أنَّ العبادة: أن تعبد الله حتَّى توقع نفسك في حرج.
صيام كلَّ يوم، وقيام من بعد العشاء إلى الفجر،
فإذا جاء الفجر ربما نام عن صلاته، جهل هذا؟ أجيبوا:- جهل.
لأنَّ قيام الليل سنَّة وصلاة الفجر الصبح فريضة،
فهذا لجهله يُتْعِبُ نفسه في صلاة قيام الليل فإذا جاءت الفريضة نعس ونام!
ما شاء الله على الفقه! يضحك عليه الشَّيطان!
وآخر:- أنا لا أتزوَّج، الزَّواج شهوة من شهوات الدنيا،
وأنا معرض عن شهوات الدُّنيا، ماذا ستفعل!
قال:- لن أتزوَّج امرأة ولو كانت أجمل النساء! «جهل هذا!»
أنت ماذا تقول! قُمْ
قال:- أنا سأعرض عن زهرة الدُّنيا وشهوات الدنيا،
ولن أتزوَّج ولو كانت أجمل النساء، سأبقى هكذا بلا زوجة؛
لأنَّ هذا من متاع الدنيا! «جهل! جهل!»
كيف عرفت أنَّه «جهل»؟
يا أخي غَلَبَ شهوتَهُ وأعْرَضَ عن النساء «كيف عرفت أنه جهل»؟
لأنَّه خالف سنة النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-
════════════════════
●● لسماع الكلام بصوته من هنا ●●
(2)
وقال أيضًا:-
فالنَّبي -صلَّى -الله عليه وسلَّم- يقول:-
«هَلَكَ المُتَنَطِّعُون، هَلَكَ المُتَنَطِّعُون، هَلَكَ المُتَنَطِّعُون».
قَدِمَ ثلاثة نفر إلى أبيات النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-
يسألون عن عبادته، فلمَّا أُخْبِرُوا بها كأنَّهم تقالوها أي إنَّها عبادة قليلة.
قال أحدهم:- «أمَّا أنا فأقوم ولا أنام، أقوم الليل ولا أنام»
وقال الثَّاني: «أمَّا أنا فأصوم ولا أفطر»
وقال الثَّالث:- «أمَّا أنا فلا أتزوج النساء»
فبلغ الخبر النَّبي -صلَّى الله عليه سلَّم- فقال:- أين النَّفر؟
ألا إني أخشاكم لله وأعلمكم به؛
أما أنا فأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِى فَلَيْسَ مِنِّى.
أرأيْتَ الغُلوَّ والتَّنطُّعَ!
بعض إخواننا وبعض الفتيات وبعض الشَّباب،
إذا عرف طريق الاستقامة؛ كلُّ مَنْ حواليه ضالون
════════════════════
«فَصْلٌ في معنى الغلو والتَّنطُّع»
الغلوُّ في اللغة هو:-
غَلاَ فلانٌ في الأَمر والدِّين، تشدَّد فيه وجاوز الحدَّ وأَفرط.
وأجاب الإمام/ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن معنى “الغلو” فقال:-
الغلوُّ: الزيادة بأنْ تفعل شيء ما شرَّعه الله، هذا غلوٌ،
تقول:- غَلَى القدر إذا ارتفع الماء بسبب النَّار،
الغلوُّ معناه الزيادة في غير المشروع.
يقول النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- :
«إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُ فِى الدِّينِ»
والله يقول سبحانه:- ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ﴾ [النساء 171]
فالغلوُّ الزيادة في المحبَّة، في الأعمال التي شرَّعها الله.
«والتَّنطُّع في اللغة» هو:
(المبالغة والتَّكلُّف)
وسُئِل الإمام/ محمَّد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن “التَّنطُّع” فقال:-
التَّنطُّع في الإسلام معناه التَّشدُّد في الإسلام والتَّعمُّق والتَّقعُّر.
وحكمه أنَّه هلاك للمرء لقول النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-
“هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون”
ودين الله -سبحانه وتعالى- الحقُّ بَيَّنَ الغالي فيه والجافي عنه؛
فالتَّعمُّق والتَّنطُّع وإلزام النَّفس بما لا يلزمها هذا كله هلاك،
وخير الهدي هدي محمَّد -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم-
[فتاوى نور على الدَّرب الشَّريط 319]
══════════ ❁✿❁ ══════════
قُلْتُ:-
«فهل يا تُرَى لو وصف أحد من النَّاس “مجدي ميلود”
بأنَّ عنده غلوًا؛ فهل يُسَمَّى هذا مدحًا فيه أو قدحًا!»
كيف لو وصف أحد النَّاس اليوم:
الشيخ الألباني أو ابن عثيمين أو ابن باز أو الفوزان أو الرَّبيع
أو غيرهم بأنَّ عندهم غلوًا؛ سألتكم بالله -عزَّ وجلَّ-
ألا تعدون هذا طعنا فيهم؟
فكيف يُعَدُّ هذا طعنًا في مشايخنا،
ولا يكون طعنًا في أصحاب الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- !
أين المنصفون اليوم من هذا الكلام!
ألا تتجرَّدون من هذا التَّعصُّب المقيت!
ألا تأخذكم الحميَّة في الدفاع عن صحابة النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-!
أيُّها الأخوة:
لا يحملنَّكم حبُّكم لبعض الأشخاص أن تردُّوا الحقَّ؛
وألَّا تَغْضَبُوا لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
كيف يصطفي الله رجالاً وزراءً لنبيه وعندهم غلوٌ!
بعد أنْ نظر في قلوب العباد فوجد قلوب أصحابه خيرها؛
كيف يرضي الله على رجالٍ بايعوا رسوله وعندهم غلوٌ!
●●سبحانك هذا بهتان عظيم وإنَّه لأمر مشين لو تأمَّلوه!●●
يقول مجدي ميلود:-
الغلوُّ كان في زمن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من بعض الأشخاص،
فقد جاء بعض أو ثلاث نفر إلى أبيات رسول الله يسألون عن عبادته.
وقال مجدي ميلود أيضًا:-
فبلغ الخبر النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال:
«أين النفر ألا إني أخشاكم لله وأعلم به؛
أمَّا أنا فأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِى فَلَيْسَ مِنِّى».
●●● أرأيت الغُلوَّ والتَّنطُّع ●●●
أفنعتبر هذا الكلام ليس بطعنٍ في صحابة نبينا!
وعندما قال أبو الحسن المأربيُّ:-
أنَّ هناك خلل في التَّربية! ردَّ عليه العلماء واعتبروه طعنًا!
فكيف يُعْقَلُ أنْ يُقَالَ إنَّ لفظة “الغلو” ليست بطعن!
ألا يكون “الغلوُّ” نتيجةً لخللٍ في التَّربية أم لا!
وحاشاهم من هذين الوصفين القبيحين ==> الغُلو والتَّنطُّع!
«وانظر كلام مشايخنا الآن في الرَّد على مقالة أبي الحسن»
وقد علَّق شيخنا ربيع بن هادي -حفظه الله- على كلمة (غثائية)
التي قالها أبو الحسن المأربي في الصَّحابة -رضي الله عنهم- فقال:
“نعوذ بالله! أتدري يا أيُّها الرَّجل ما هو الغثاء!
قال ابن الأثير في النهاية (3/343) :
الغثاء بالضم والمد: ما يجيء فوق السَّيل ممَّا يحمله من الزبد والوسخ!
ومثل هذا في لسان العرب (15/116)، وزاد في معانيه:
(أرْذَلُ الَنَّاسِ وأسْقَطُهُمْ).
فهل يُقال هذا في أصحاب رسول الله -صلَّي الله عليه وسلَّم- !
وأنت تعلم ماذا قال السَّلف فيمن انتقص أحدًا من أصحاب محمَّد!
فأقول يا أتباع أبي الحسن:
أين أنتم من معتقد أهل السنة، ومنهج السَّلف الصَّالح !
وأين أنتم من توقير وإجلال أصحاب رسول الله -رضوان الله عليهم- !
وأين الأدلة التي تجيز مثل هذه الطعون في جناب الصَّحابة !
[تنبيه أبي الحسن إلى القول بالتي هي أحسن]
سُئِلَ الشَّيخ العلَّامة/ عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله- عمَّن يقول:
“أنَّ هناك خلل في التَّربية لا يستطيع أحد أن ينكر،
ولم يخل منَّه حتَّى أصحاب محمَّد -صلَّي الله عليه وسلَّم-“
فأجاب بقوله -حفظه الله- :
هذا من أبطل الباطل، هذا من أبطل الباطل!
يعني إضافة خلل أو نقص أو تنقيص،
أو ذم لأصحاب الرَّسول -صلَّي الله عليه وسلَّم-
هذا يدلُّ على أنَّ هذا المتكلم هو الحقيق بالذم!
كما قال أبو المظفر السَّمعاني:-
“إنَّ القدح في أحد من الصَّحابة
عَلَامَةٌ على خذلان فاعله بل هو بدعة وضلالة”
فكيف يُنَالُ من أصحاب الرَّسول -صلَّي الله عليه وسلَّم- !
ويُتَكَلَّم في حقهم ويُقَالُ إنَّ فيهم خلل في التَّربية!
يعني من هم المربون إذا كان أصحاب الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-
ليسوا متَّصفين بهذا الوصف!
هذا الكلام سيء، الكلام باطل ولا يجوز أن تُحَرَّكَ الألسنة
بمثل هذا الكلام الباطل”. اهـ
سُئِلَ الشَّيخ العلَّامة/ صالح الفوزان -حفظه الله- :
قائل يقول:-
أنَّ هناك خلل في التَّربية لا يستطيع أحد أن ينكره،
ولم يخل منه حتَّى أصحاب -محمَّد صلَّي الله عليه وسلَّم-
والسُّؤال:-
هل يصحُّ أنْ نقول ذلك عن الصَّحابة -رضوان الله عليهم- ؟
الجواب:-
لا يجوز الطَّعن في الصَّحابة، هذا طعن في الصَّحابة تنقُّص في الصَّحابة!
فلا يجوز هذا الكلام في حق الصَّحابة -رضي الله عنهم-
ولا يجوز اتهام النَّاس أيضًا بأنَّ عندهم خلل في التَّربية!
يعني كذا بالعموم تتهم النَّاس كلَّ المسلمين تتهم كلَّ المسلمين
أنَّ عندهم خلل في التَّربية هذا كذب على المسلمين.
ردُّ فضيلة الشَّيخ العلَّامة/ صالح اللحيدان -حفظه الله-
السُّؤال:-
هل يصحُّ أنْ نقول ذلك عن الصَّحابة أنْ عندهم خلل في التَّربية؟
الجواب:-
هذا ضالٌ مُضِلٌ مجرم يجب أنْ يُهْجَرَ!
هذا القول منه ظاهر فيه تنقُّص النَّبي -صلَّي الله عليه وسلَّم-
فيُخْشَى أنْ لا يكون مسلمًا في هذا العمل!
لأنَّ النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- هو الذي ربَّى الصَّحابة؛
فالذي يقول أنَّ تربيتهم فيها خلل؛ إنَّما يعيب -النَّبي صلي الله عليه وسلَّم-
فيخشى أن لا يكون مسلماً في هذا العمل.
فقد جاء بعضٌ أو ثلاثُ نفر إلى أبيات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
يسألون عن عبادة النَّبي -صلى الله عليه وسلَّم، يعني كيف هي عبادته؟
فلمَّا أُخْبِرُوا عن عبادته، ماذا قالوا؟
هل قالوا نتأسَّى بنبينا -صلَّى الله عليه وسلَّم؟
الجواب:- لا.
هل قالوا نقتدي به؟
الجواب:- لا.
==> قُلْتُ:-
تأمَّل أخي الكريم كيف يتَّهم الصَّحابة بعدم قصدهم متابعة الرَّسول الكريم؛
وهذا ناتج عن قصور ظاهر من “مجدي ميلود”!
يصادم بما صحَّ عن نبينا -صلَّى الله عليه وسلَّم-
فمن نصدق “مجدي ميلود” أم عثمان بن مظعون -رضي الله عنه-!
عن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- :
أَنَّ النَّبِىَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم بَعَثَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَجَاءَهُ فَقَالَ:
«يَا عُثْمَانُ أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّتِى؟»
قَالَ:- لاَ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ.
قَالَ:-
«فَإِنِّى أَنَامُ وَأُصَلِّى وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ؛
فَاتَّقِ اللهَ يَا عُثْمَانُ فَإِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا،
وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَنَمْ».
[الحديث أخرجه أبو داود وصحَّحه الألباني]
فهل سيتعَذَّرُ “مجدي ميلود” بأنَّه مسبوقٌ بهذه الألفاظ!
أو أنَّ هناك مواضع أخرى بيَّن فيها من أجل أنْ نحمل مجمله على مفصله!
كما فعل أبو الحسن وغيره في الدفاع عن أهل البدع وعن نفسه!
وتأمَّل كيف فهم “الشَّيخ العبَّاد” خلافَ ما فهم “مجدي ميلود”
وهذا من تعثُّره في الفهم!
قال الشَّيخ العبَّاد -حفظه الله- :
(لاَ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ)
يعني ==> “أنا أريد اتباع سنَّتك”
[شرح الشَّيخ العبَّاد لسنن أبي داود]
ثمَّ لماذا لم يعبر الرَّسول الكريم بقوله مثلاً (هذا غلوٌ)!
كما عبر “مجدي ميلود”
قال مجدي ميلود:-
والله -عزَّ وجلَّ- أباح هذا ورغَّب في الزَّواج، “قالوا:- نعم”
فلا أدري من أين جاء “مجدي ميلود” بهذا المدرج “قالوا:- نعم”
فيُقَوِّل الصَّحابة ما لم يقولوه!
فليست هذه اللفظة في الحديث؛ فتنبَّه!
وتأمَّلوا كلام شيخنا الآن، وقارنوا أيُّها العقلاء!
يقول شيخنا الإمام/ ربيع بن هادي -حفظه الله- :
-في التَّنكيل بما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل-
وإلَّا فأنت من المقلدين العميان المعرضين عن أصل أهل السُّنَّة،
وأدلَّتهم الكثيرة من الكتاب والسُّنَّة والتي هي في غاية القوة والوضوح.
وليس التَّقليد الأعمى والإعراض عن النُّصوص بغريب منك!
فهذا منك كثير فحيث تتعارض نصوص الكتاب والسُّنَّة مع أراء الرجال؛
تقدم أراء الرجال إذا وَافَقَتْ هَواك! وتعرض عن النُّصوص.
كما فعلت في قضية اختلاط الجنسين في المدارس والجامعات،
وكما فعلت في قضية التَّصوير، وكما فعلت في قضية حلق اللحى!
تعلَّقت في بعض هذه بأقوال بعض الرجال التي رجعوا عنها
إلى نصوص الكتاب والسنة، وأبيت إلا المضي في باطلك!
والحقُّ أنَّك في الواقع تترسَّم خطى أهل الباطل،
من المستغربين وعلى رأسهم الإخوان المسلمين،
وكما فعلت في كتابك هذا “قطع اللجاج” حيث تلجأ إلى التَّقليد!
فتقول ==> وقد سبقني فلان وفلان في عدد من القضايا!
وهذا منك جمع بين التَّقليد الأعمى والتَّلبيس.
وقال شيخنا الرَّبيع -حفظه الله- أيضًا:-
ثمَّ سَيْرُهُ على أصول فاسدة في حربه لأهل السُّنَّة،
سبقت مناقشتها في غير هذا البحث وله في (اللجاج!) أصولٌ جديدة مثل:
“وقد سبقني إلى هذا فلان!”
“وقد مرَّ ذلك على الشَّيخ ربيع وغيره ولم ينتقدوه”
قال هذا في مماحكته! لابن عثيمين .
“ووقف فلان وفلان على كلامي هذا ولم ينتقداه”
“وقد إطلع على كلامي هذا العلماء ولم ينتقدوه”
يقول مثل هذه المقالات لرد الحق!
سواء ناقشه ربيع أو المفتي أو الشَّيخ محمد بن صالح العثيمين.
ويجعل مثل هذه الأقوال المتهافتة حججًا يقاوم بها من ينتقده بحق،
وكلُّ هذا مع دعاواه العريضة هو وشيعته بأنَّهم لا يقلدون!
وأنَّهم أصحاب الدَّليل ممَّا يدلُّ على أنَّهم أصحاب أهواء جامحة!
ولذلك يردُّون أقوال العلماء المدعمة بالحجج والبراهين،
تحت ستار ==> نحن لا نقلد، ونحن أصحاب الدَّليل!
ويتشبَّثون بالأقوال الباطلة تحت ستار ==> سبقني فلان!
وهذا من شر أنواع التَّقليد المذموم!
الذي لا يصدر إلا عن تلاعب وسوء مقاصد.
[المجموع الحسن في الرَّد على أبي الحسن صـ434]
══════════ ❁✿❁ ══════════
فَصْلٌ:-
«أقوال أئمَّة المسلمين
في حكم الطَّعن في الصحابة وأمَّهات المؤمنين»
عن عِمْرَان بن حصين -رضي الله عنهما- قال:
قال رسول الله -صلىَّ الله عليه وسلَّم- :
«خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ».
قَالَ عِمْرَانُ -رضي الله عنه- :
فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا،
ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ،
وَيَنْذُرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ. [رواه البخاري]
وعن أبي موسى الأشعري،
أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال:-
«النُّجُومُ آمِنَةٌ لأَهْلِ السَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى أَهْلُ السَّمَاءِ مَا يُوعَدُونَ،
وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ،
وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ»
[صحيح مسلم حديث 2531]، والأمنة هي الأمان.
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال:
قال النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- :
«لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا؛
مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ»
[رواه البخاري ومسلم]
عن ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال:
«إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا،
وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا».
[أخرجه الطبراني في الكبير 2/78/2 ،
وقوَّاه الإمام الألبانيُّ بطرقه وشواهده السلسلة الصَّحيحة 1/34].
قال أحمد بن حنبل -رحمه الله- :
فمَنْ سبَّ أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
أو أحدًا منهم أو تنقَّصه أو طعن عليهم أو عرض بعيبهم أو عاب أحدًا؛
فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً،
بل حبُّهم سنَّة، والدُّعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة،
والأخذ بآثارهم فضيلة.
[كتاب السُّنَّة 78]
قال ابن قدامة -رحمه الله- :
ومن السُّنَّة تولِّي أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومحبَّتهم،
وذكر محاسنهم والتُّرحم عليهم والاستغفار لهم، والكفُّ عن ذكر مساوئهم،
وما شجر بينهم، واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم.
[لمعة الإعتقاد صـ 32]
قال أبو عثمان الصَّابوني -رحمه الله- :
و يرى أصحاب الحديث الكفَّ عمَّا شجر بين أصحاب رسول الله،
وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمَّن عيبًا لهم ونقصًا فيهم،
ويرون التَّرحُّم على جميعهم والموالاة لكافتهم.
[عقيدة السَّلف 144]
قال النوويُّ -رحمه الله- :
واعلم أنَّ الصَّحابة -رضي الله عنهم- حرام من فواحش المُحرَّمات،
سواء من لابس الفتن منهم وغيره.
[شرح صحيح مسلم 93/16]
قال إسحاق بن راهويه -رحمه الله- :
من شتم أصحاب الرَّسول؛ يُعَاقَبُ ويُحْبَسُ، وهذا قول كثير من أصحابنا.
[حكم سب الصَّحابة 33]
قال الإمام أبو زرعة -رحمه الله- :
إذا رأيت الرَّجل ينتقص أحدًا مِنْ أصحاب رسول الله؛
فاعلم أنَّه زنديق، وذلك أنَّ الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عندنا حقٌ،
والقرآن حقٌ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآن والسُّنن أصحاب رسول الله،
وإنَّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسُّنَّة،
والجرح بهم أولى، وهم زنادقة.
[الكفاية في علم الرواية صـ49]
قال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل :
يا أبا الحسن؛ إذا رأيت رجلاً يذكر أحدًا من الصحابة بسوء؛
فاتَّهمه على الاسلام.
[البداية والنهاية جـ8 صـ148]
قال الإمام البربهاريُّ -رحمه الله- :
قال سفيان بن عيينة:
مَنْ نطق في أصحاب رسول الله بكلمة فهو صاحب هوى.
[شرح السنة للإمام البربهاري]
قال الإمام أبو نعيم -رحمه الله- :
فلا يتتبَّع هفوات أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
وزللهم ويحفظ عليهم ما يكون منهم حال الغضب والموجدة
إلا مفتون القلب في دينه.
[الإمامة لأبي نعيم صـ344]
ويقول أيضًا :
لا يبسط لسانه فيهم إلَّا من سوء طويته في النَّبي،
وصحابته والإسلام والمسلمين.
[الإمامة لأبي نعيم صـ376]
قال إبراهيم بن ميسرة :
ما رأيتُ عمر بن عبدالعزيز ضرب إنسانًا قطُّ؛
إلا إنسانًا شتم معاوية فضربه أسواطًا
[رواه اللالكائي في أصول أهل السنة جـ7 صـ1266]
قال عبد الله بن أحمد :
ومن انتقص أحدًا من أصحاب رسول الله أو أبغضه لحدث كان منه،
أو ذكر مساويه؛ كان مبتدعاً حتى يترحم عليهم ويكون قلبه لهم سليمًا.
[مناقب أحمد لابن الجوزي صـ210]
وقال الفضل بن زياد -رحمه الله- :
سمعت أبا عبد الله وسُئِل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص،
أيقال له: رافضي؟
قال: إنَّه لم يجتري عليهما إلا خبيئة سوء،
ما يبغض أحدٌ أحداً من أصحاب رسول الله إلَّا وله داخلة سوء.
[رواه ابن عساكر في تاريخه جـ59 صـ210]
قال السرخسي :
فمَنْ طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السَّيف إنْ لم يتبْ.
[أصول السرخسي جـ2 صـ134]
قال الخطيب البغدادي -رحمه الله- :
على أنَّه لو لم يردْ من الله عزَّ وجلَّ ورسوله فيهم شيء،
لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، والنصرة،
وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين،
وقوَّة الإيمان واليقين، القطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم،
وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم
أبد الآبدين، هذا مذهب كافَّة العلماء، ومن يعتدُّ بقوله من الفقهاء.
[الكفاية صـ49]
قال الطحاوي -رحمه الله- :
ونحب أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم،
ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم،
وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان،
وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
[العقيدة الطحاويَّة صـ14]
قال ابن أبي زيد القيرواني -رحمه الله- :
وأنَّ خير القرون الذين رأوا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
وأفضل الصَّحابة الخلفاء الراشدون المهديون
أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ رضي الله عنهم أجمعين.
وأنَّ لا يُذكر أحد من صحابة رسول الله إلَّا بأحسن ذكر،
والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق النَّاس أن يلتمس لهم
أحسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب.
[رسالة الإمام ابن أبي زيد القيرواني طـ الأوقاف السعودية صـ61]
قال الإمام أحمد بن حنبل :
لا يجوز لأحد أن يذكر شيئًا من مساويهم،
ولا يطعن على أحد منهم؛ فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه،
وليس له أنْ يعفو عنه، بل يعاقبه ثم يستتيبه فإن تاب قبل منه،
وإنْ لم يتب أعاد عليه العقوبة، وخلَّده في الحبس حتى يتوب ويراجع.
[الصَّارم المسلول صـ570]
قال الإمام أبو نعيم -رحمه الله- :
عن عقبة بن علقمة، قال: سمعت علياً يقول:
سمعت أذناي من رسول الله يقول: «طلحة والزبير جاراي في الجنة».
فالإمساك عن ذكر أصحاب رسول الله وذكر زللهم،
ونشر محاسنهم ومناقبهم، وصرف أمورهم إلى أجمل الوجوه،
من أمارات المؤمنين المتَّبعين لهم بإحسان الذين مدحهم الله فقال:
﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ﴾. [الحشر 10]
بإكرام أصحابه وأوْصَىَ بحقهم وصيانتهم وإجلالهم.
[الإمامة والرَّدُّ على الرَّافضة صـ373]
قال الإمام أبو نعيم -رحمه الله- :
فمَنْ أسوأ حالاً مِمَّنْ خالف الله ورسوله وآب بالعصيان لهما،
والمخالفة عليهما؛ ألا ترى أنَّ الله أمر نبيه -صلَّى الله عليه وسلَّم-
بأن يعفو عن أصحابه ويستغفر لهم ويخفض لهم الجناح، قال الله:-
﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ [آل عمران 159]
وقال:- ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء 215]
فمن سبَّهم وأبغضهم وحمل ما كان من تأويلهم وحروبهم
على غير الجميل الحسن، فهو العادل عن أمر الله تعالى،
وتأديبه ووصيته فيهم، لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته
في النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وصحابته والإسلام والمسلمين.
[الإمامة صـ375-376]
ويقول أيضًا :
لم يأمرهم بالإمساك عن ذكر محاسنهم وفضائلهم،
وإنَّما أُمِرُوا بالإمساك عن ذكر أفعالهم وما يفرط منهم
في ثورة الغضب وعارض الوجدة.
[الإمامة صـ347]
وقال ابن حزم -رحمه الله- :
أخبرنا الله -عزَّ وجلَّ- أنَّه علم ما في قلوبهم، ورضي عنهم،
وأنزل السكينة عليهم، فلا يحلُّ لأحد التوقف في أمرهم،
أو الشك فيهم البتة.
[الفصل في الملل والأهواء والنحل جـ4 صـ116]
عن مجاهد، عن ابن عبَّاس -رضي الله عنهما- قال:
لا تسبُّوا أصحاب محمَّد، فإنَّ الله قد أمر بالاستغفار لهم،
وقد علم أنهَّم سيقتتلون.
[الصارم المسلوم جـ2 صـ1072]
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- :
فَرَضِيَ الله عن السَّابقين من غير اشتراط إحسان،
ولم يرضَ عن التَّابعين إلَّا أنْ يتبَّعوهم بإحسان.
[الصَّارم المسلول على شاتم الرَّسول جـ2 صـ1067]
══════════ ❁✿❁ ══════════
فَصْلٌ:-
«قد تجاوزَ الله سبحانه عمَّن تولَّى يوم أُحُدٍ من الصَّحابة»
قال سبحانه وتعالى:-
﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ
بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ [آل عمران 155].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- :
والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلَّا عن عبد
علم أنْ يوافيه على موجبات الرضا ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبدًا.
فكلُّ مَنْ أخبر الله عنه أنَّه -رضي عنه- فإنَّه من أهل الجنة،
وإنْ كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصَّالح؛
فإنَّه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له،
فلو علم أنه يتعقب ذلك بما سخط الرب لم يكن من أهل ذلك.
[الصارم المسلول صـ574]
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- :
وأصحابه كانوا أفضل قرون الأمَّة، فهم أعرف القرون بالله،
وأشدهم له خشية، وكانوا أقوم النَّاس بالتَّوبة في حياته وبعد مماته.
فمن ذكر ما عيب عليهم، ولم يذكر توبتهم،
التي بها رفع الله درجتهم، كان ظالمًا لهم!
كما جرى من بعضهم يوم الحديبية، وقد تابوا منه، مع أنَّه كان قصدهم الخير،
وكذلك قصة حاطب [بن أبي بلتعة] تاب منها.
بل زانيهم كان يتوب توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له،
كما تاب ماعز بن مالك وأتى إلى النبَّي -صلَّى الله عليه وسلَّم-
حتَّى طهَّره بإقامة الحد عليه، وكذلك الغامدية بعده.
وكذلك كانوا زمن عمر وغيره إذا شرب أحدهم الخمر؛
أتى إلى أميره، فقال: طهرني وأقم عليَّ الحد.
فهذا فعل من يأتي الكبيرة منهم حين يعلمها حرامًا،
فكيف إذا أتى أحدهم الصَّغيرة أو ذنبًا تأوَّل فيه ثمَّ تبيَّن له خطؤه؟
[منهاج السُّنة النبَّويَّة جـ6 صـ207-208]
قال ابن القيم -رحمه الله- :
فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته أصلاً وميراثًا؛
فهو أعلم بمن يصلح لتحمُّل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنَّصيحة،
وتعظيم المرسل والقيام بحقه، والصَّبر على أوامره والشُّكر لنعمه،
والتَّقرُّب إليه، ومن لا يصلح لذلك.
وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله،
والقيام بخلافتهم، وحمل ما بلغوه عن ربهم.
[طريق الهجرتين صـ171]
روى الإمام أحمد بن حنبل
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّه قال:
إِنَّ الله نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ.
ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ
خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ.
[قال العلَّامة الألباني في شرح الطحاوية “موقوف حَسَنٌ”]
سُئِلَ الشَّيخ/ عبد المحسن العبَّاد :
هل يُشْهَدُ لأصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
أنَّهم كلُّهم في الجنَّة بلا استثناء؟
الجواب:-
جاء في القرآن ما يدلُّ على ذلك كما قال الله عزَّ وجل:-
﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً
مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ [الحديد 10]
والحسنى فُسِّرت بأنَّها الجنَّة.
══════════ ❁✿❁ ══════════
فَصْلٌ:-
«عدالة الصَّحابة والثَّناء عليهم في كتاب الله»
قال الله تعالى :-
﴿لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ﴾
إلى قوله :-
﴿وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر 8 – 10].
وقوله تعالى :
﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا.
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ
ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ.
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ.
وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾
[سورة الفتح 29].
وقوله تعالى :
﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
وقوله تعالى :
﴿لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ
أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾
والحسنى:- الجنَّة؛ قال ذلك مجاهد وقتادة.
[تفسير ابن جرير جـ27 صـ128]
وقوله تعالى :
﴿لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [التوبة 117].
ويقول سبحانه وتعالى :
﴿فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ
أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف 157]
ويقول سبحانه وتعالى :
﴿لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ
وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة 88-89]
وقال الله -مزكيًا ظاهرهم- :
﴿أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح 29]
﴿وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر 8]
وقال الله -مزكيًا باطنهم- :
﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفتح 18]
﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾ [الحشر 9]
﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ [الفتح 29]
﴿لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ﴾ [التوبة 117]
قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- :
قال الله:-
﴿لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾
فصرَّح -تعالى- برضاه عن أولئك وهم ألف ونحو أربعمائة،
ومن رضي الله عنه لا يمكن موته على الكفر!
لأنَّ العبرة بالوفاة على الإسلام فلا يقع الرضا منه سبحانه،
إلَّا على من علم موته على الإسلام.
[الصَّواعق المحرقة صـ316]
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- :
قوله تعالى:
﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [سورة الفتح 18]
أي:-
من الصدق والوفاء، والسَّمع والطَّاعة.
[تفسير القرآن العظيم جـ7 صـ340]
قال الإمام مالك -رحمه الله- :
بلغني أنَّ النَّصارى كانوا إذا رأوا الصَّحابة الذين فتحوا الشام يقولون:-
“والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا”
وصدقوا في ذلك، فإنَّ هذه الأمَّة معظَّمة في الكتب المتقدمة،
وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
وقد نوَّه الله بذكرهم في الكتب المنزَّلة والأخبار المتداولة.
ولهذا قال هاهنا:- ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ﴾ [الفتح 29]
ثُمَّ قَالَ:-
﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ
فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ﴾ [الفتح 29]
(أَخْرَجَ شَطْأَهُ) أي:- فراخه، ﴿فَآزَرَهُ﴾ أي:- شده.
﴿فَاسْتَغْلَظَ﴾ أي:- شبَّ وطال.
﴿فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ﴾ [الفتح 29]
أي:-
فكذلك أصحاب محمَّد -صلى الله عليه وسلَّم-
آزروه وأيدوه ونصروه فهم معه كالشطء مع الزَّرع.
[تفسير القرآن العظيم جـ7 صـ362]
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- :
فالتَّابعون لهم بإحسان هم:-
المتبعون لآثارهم الحسنة وأوصافهم الجميلة،
الدَّاعون لهم في السر والعلانية؛ ولهذا قال في هذه الآية:-
﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ﴾ [الحشر 10]
أي قائلين:-
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا﴾
أي:- بغضًا وحسدًا ﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر 10].
وما أحسن ما استنبط الإمام مالك من هذه الآية الكريمة:
أنَّ الرَّافضي الذي يسبُّ الصَّحابة ليس له في مال الفيء نصيب؛
لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم:-
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر 10].
[تفسير القرآن العظيم جـ8 صـ72-73]
══════════ ❁✿❁ ══════════
فَصْلٌ:-
«عدالة الصَّحابة والثَّناء عليهم من السُّنة والآثار»
عن أبي سعيد، قال:-
كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شئ،
فسبَّه خالد، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- :
«لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا
مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» [رواه البخاري ومسلم]
==> فإن قيل:-
“فلِمَ نَهى خالدًا عن أنْ يسبَّ أصحابه إذا كان من أصحابه أيضاً؟”
وقال:- (لَوْ إِنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ)
==> قلنا:-
لأنَّ عبد الرَّحمن بن عوف ونظراءه من السَّابقين الأوَّلين،
الذين صحبوه في وقت كان خالد وأمثاله يعادونه فيه،
وأنفقوا أموالهم قبل الفتح وقاتلوا.
وهم أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا،
وكلاً وعد الله الحسنى؛ فقد انفردوا من الصُّحبة بما لم يشركهم
فيه خالد ونظراؤه، مِمَّن أسلم بعد الفتح الذي هو صلح الحديبية وقاتل.
فنهى أنْ يسبَّ أولئك الذين صحبوه قبله،
ومَنْ لَمْ يصحبه قط نسبته إلى من صحبه،
كنسبة خالد إلى السَّابقين، وأبعد.
[الصَّارم المسلول صـ1075-1078]
عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-
عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال :
«خَيرُ النَّاسِ قَرنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم»
[رواه البخاري (2652) ومسلم (2533)]
وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعمر :-
« إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهُ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ؛
فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ » [رواه البخاري ومسلم]
وعن عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- :
أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال:-
(أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، فَإِنَّهُمْ خِيَارُكُمْ)
[رواه النَّسائي، والحاكم انظر مشكاة المصابيح: 3/1695،
ومسند الإمام أحمد بتحقيق أحمد شاكر: 1/112]
وروى الإمام أحمد في الفضائل عن عبد الله بن عمر:
« لا تسبُّوا أصحاب محمَّد، فلمقام أحدهم ساعةً
خير من عمل أحدكم عمرَه »
وفى رواية :-
« خير من عبادة أحدكم أربعين سنة » [صحَّحه الألباني]
قال ابن القيم -رحمه الله- في ميميَّته الشَّهيرة:
أولئك أتباع النَّبي وحزبه ❁✿❁ ولولاهم كادت تميد بأهلها
ولولاهم كانت ظلامًا بأهلها ❁✿❁ ولولاهم ما كان في الأرض مسلم
ولكن رواسيها وأوتادها هم ❁✿❁ ولكن هم فيها بدور وأنجم
[التَّعليق على ميميَّة ابن القيم
للشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين المتن صـ5]
قال ابن حجر الهيتمي :
اعلم أنَّ الذي أجمع عليه أهل السُّنَّة والجماعة:
أنه يجب على كل مسلم تزكية جميع الصَّحابة باثبات العدالة لهم،
والكف عن الطَّعن فيهم والثَّناء عليهم.
[الصَّواعق المحرقة جـ2 صـ603]
══════════ ❁✿❁ ══════════
وصلَّى الله على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبالتَّوفيق والسَّداد.
══════════ ❁✿❁ ══════════
وكتب:-
أبو الفضل محمَّد بن عمر الصُّويعيُّ -عفا الله عنه-
بارك الله فيك اخونا في الله الشيخ ابي الفضل ….
كما أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يحفظك
ويحفظ لنا هذا الدين العظيم وهذه السنة المباركة
وهذا المنهج السلفي النقي الصفي الذي ليس فيه
عوج ولا امتا . .الطريق المستقيم الذى سار عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وساروا من بعده الصدر الأول للإسلام وهم خير سلف رضي الله عنهم . ..اسال الله التباث للجميع .
الله يبارك على الرد العلمي المبني على الحجة والبرهان أفابعد هذا الحق يتعصب أشخاص للأخطاء بحجة محبة الشيخ وعدم التفرقة ..نحن نريد من أبو مصعب حفاله تراجعا متواضعا يبين خطأه ويستغفر الله لا تكبرا وإزدراء لمن قالوا له ياأخانا أنت مخطئ في كذا كذا ….
سبحان الله فعلاً لكل ساقطةٍ لاقطةٌ
ما شاء الله ،اللهم بارك ووفق الشيخ أبوالفضل الي كل خير.