اللغة العربية

التوضيحات بأنَّ تبيان الخطأ ليس من تتبُّع العورات!

جزاكم الله خيرًا شيخنا، يقول السَّائل:
كثير من النَّاس إذا قلتَ لهم: «أخطأتم» -بكل رفق ولين-

يقولون ==> «هذا متتبِّع للعورات، وهذا متسرع»
فكيف نتعامل مع هؤلاء؟


جواب الشَّيخ/ أبي الفضل محمَّد بن عمر الصُّويعي -حفظه الله-

قُلْ له ==> أنت عورتك مكشوفة!
ونحن نسعى إلى سترها، وهذه كثيرٌ من النَّاس الآن يستعملها.

يقولون:-
“أنتم تتبَّعون العورات! وتجمعون الأخطاء من أجل إسقاط النَّاس”

هذا كلام باطل، وهذا كلام يدلُّ على جهل الإنسان بمنهج السَّلف؛
فإنَّ السَّلف -رحمهم الله- ألَّفوا مؤلَّفات في تتبُّع الأوهام.


ومن هذا مِمَّا لا يخفى على طلبة العلم:-
● ألَّف ابن أبي حاتم كتاب ==> “بيان خطأ البخاري في التَّاريخ”
-بيَّن عبد الرَّحمن بن أبي حاتم خطأ البخاري في التَّاريخ الكبير-

● وألَّف البيهقي كتاب ==> “بيان خطأ من أخطأ على الشَّافعي”

● كذلك الأمير الحافظ أبو نصر:
“تهذيب مستمر الأوهام على ذوي المعرفة وأولي الأفهام”

● قال في مقدمته -رحمه الله- :
«جمعت أغلاط أبي الحسن الدَّارقطنيَّ وعبد الغني بن السَّعيد»

ثم يسر الله من تتبَّع أوهامه -أوهام أبي نصر- في كتابه “الإكمال”،
وهو الحافظ ابن نقطة -رحمه الله-
● فألَّف كتابًا:- “تكملة الإكمال”


● وألَّف -أيضًا- الذَّهبي -رحمه الله- كتاب “المشتبه”
● فألَّف الحافظ ابن حجر ==> “تبصير المنتبه بتحرير المشتبه”
● وألَّف أيضًا ابن ناصر الدين: “الإعلام بما وقع في المشتبه من أوهام”


● وألَّف -أيضًا- ابن القطَّان كتابًا يتتبَّع فيه أوهام عبد الحق الإشبيلي:
“بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام”

● وألَّف -أيضًا- محمَّد بن طه المقدسي كتابًا أسماه:
“الأنساب المتفقة” ردًا على الإمام الحاكم -رحمه الله-


وما كتاب الدَّارقطني عنَّا ببعيد:
● كتاب==> “الإلزامات و التتبُّع”
يتتبَّع البخاريَّ -رحمه الله- في الصَّحيح.

وألَّف -أيضًا- عبد الغني على الحاكم و رَّد عليه، وأرسله إليه؛
فشكره الحاكم -رحمه الله-

ما قال أنت تجمع في الأخطاء و تريد إسقاطي!
ولا أنتم تتبَّعون عورتي!

فشكره الحاكم، فقال عبد الغني==> “فعرفتُ أنَّه رجل عاقل!”


وألَّف كثير من المتأخرين من العلماء كتبًا كثيرة في الرَّد على أهل الأهواء،
مؤلَّفات شيخنا الشَّيخ ربيع -أطال الله عمره لحسن عمله-

فهو إمام هذه الصَّنعة في هذا الزَّمان المتأخر،
والنَّاس عيال عليه!

 كما قال ابن نقطة -رحمه الله- :
“النَّاس عيال على الخطيب”
كلُّ مَنْ أنصف؛ عَلِمَ أنَّ من جاء بعد الخطيب عيالٌ على كتبه.


وكلُّ مَنْ أنصف؛ عَلِمَ أنَّ:
مَنْ جاء بعد شيخنا الشَّيخ ربيع فهو عيالٌ على كتبه في هذا الباب.

فهو الذي ردَّ على الحلبي وكشف عواره،
وعلى محمود الحدَّاد، وعلى أبي الحسن المأربي،
وعلى عدنان العرعور، وعلى المغراوي، وعلى الرحيلي وغيره.

وعلى الحدَّاديَّة بجميع أصنافهم ==> فالح والبحريني فوزي وغيرهم.


وليس هذا بعيب إذا كان الإنسان مخلصًا، قاصدًا النُّصح لله،
وتحذير المسلمين من شر هؤلاء.

و قد كان السَّلف -رحمهم الله- إذا بلغ أحدهم القول يخالف الحقَّ؛
يردُّه وقد قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- :
“كذب أبو السنابل”

قد ردَّ الأئمَّة على بعضهم ردًا؛
● ردَّ الليث على الإمام مالك بن أنس،
● وانتقد أبو زُرْعَة أبو حاتم بعض الأسماء عن البخاري.

ولم يفهم أحدٌ من أئمَّة السَّلف أنَّ هذا تنقُّص أو تتبَّع للعورات!
بارك الله فيكم.

══════════ ❁✿❁ ══════════

●●المصدر من هنا●●

‫4 تعليقات

  1. بارك الله فيك شيخنا الفاضل ابوالفضل ونفع الله بك فالحمد لله الذى جعل في كل زمان ومكان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم علي الأذئ. يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قدأحيوه وكم تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى