●ردُّ الشَّيخين خالد بن عبد الرَّحمن وأبي العبَّاس عادل منصور على وصف الصَّحابة بـ«الغلو والتَّنطُّع!»●
بسم الله والسَّلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين؛ أمَّا بعد:-
قال أبو عثمان الصَّابونيُّ -رحمه الله- :
« و يرى أصحاب الحديث الكفَّ عمَّا شجر بين أصحاب رسول الله،
وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمَّن عيبًا لهم ونقصًا فيهم،
ويرون التَّرحُّم على جميعهم والموالاة لكافتهم »
[عقيدة السَّلف 144]
وقال الإمام أبو نُعَيْمٍ -رحمه الله- :
« فلا يتتبَّع هفوات أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
ويحفظ عليهم ما يكون منهم حال الغضب والموجدة »
إلا مفتون القلب في دينه.
[الإمامة لأبي نعيم صـ 344]
==> وها نحن بصدد الدفاع عن صحابة نبينا -صلَّى الله عليه وسلَّم-
والذَّب عن جنابهم المرموق، والله نسأل الله أن يهدينا ويهدي إخواننا.
قال أبو مصعب مجدي حفالة -هدانا الله وإيَّاه للحق- :
الغلوُّ كان في زمن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من بعض الأشخاص؛
فقد جاء بعضٌ أو ثلاثُ نفر إلى أبيات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
يسألون عن عبادة النَّبي -صلى الله عليه وسلَّم، يعني كيف هي عبادته؟
فلمَّا أُخْبِرُوا عن عبادته، ماذا قالوا؟
هل قالوا نتأسَّى بنبينا -صلَّى الله عليه وسلَّم؟
الجواب:- لا.
هل قالوا نقتدي به؟
الجواب:- لا.
انظر ماذا قالوا !
جاء في الحديث أنَّهم تقالوها، ما معنى تقالوها؟
قالوا:- إنَّها عبادة قليلة، عبادة قليلة!
محمَّد -صلى الله عليه وسلَّم- أعلم النَّاس بربه،
وأخشى النَّاس لخالقه، عبادته قليلة عند هؤلاء!
══════════ ❁✿❁ ══════════
●● لسماع الكلام بصوته من هنا ●●
══════════ ❁✿❁ ══════════
قال أيضًا -هدانا الله وإيَّاه- :-
فالنَّبي -صلَّى -الله عليه وسلَّم- يقول:-
«هَلَكَ المُتَنَطِّعُون، هَلَكَ المُتَنَطِّعُون، هَلَكَ المُتَنَطِّعُون».
قَدِمَ ثلاثة نفر إلى أبيات النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-
يسألون عن عبادته، فلمَّا أُخْبِرُوا بها كأنَّهم تقالوها أي إنَّها عبادة قليلة.
قال أحدهم:- «أمَّا أنا فأقوم ولا أنام، أقوم الليل ولا أنام»
وقال الثَّاني: «أمَّا أنا فأصوم ولا أفطر»
وقال الثَّالث:- «أمَّا أنا فلا أتزوَّج النساء»
فبلغ الخبر النَّبي -صلَّى الله عليه سلَّم- فقال:- أين النَّفر؟
« ألا إني أخشاكم لله وأعلمكم به؛
أما أنا فأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِى فَلَيْسَ مِنِّى »
==> ●● أرأيْتَ الغُلوَّ والتَّنطُّعَ! ●●
══════════ ❁✿❁ ══════════
●●لسماع الكلام بصوته من هنا●●
══════════ ❁✿❁ ══════════
==> ونسوق إليكم ردود اثنين من شيوخنا الموثوقين من أهل السُّنَّة،
المشهود لهم بالعلم وبالسَّلفيَّة والمنهج القويم؛ عسى الله أن يهدي.
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
●● ردُّ الشَّيخ الْمُحَدِّث/ خالد بن عبد الرَّحمن المصري -حفظه الله- ●●
==> السُّؤال:-
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك طالب علم عندنا في ليبيا يقول:-
الغلوُّ كان في زمن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من بعض الأشخاص؛
فقد جاء ثلاثة نفر إلى أبيات النَّبي يسألون عن عبادته -صلَّى الله عليه وسلَّم-
فلمَّا أُخْبِرُوا عن عبادته ماذا قالوا !
هل قالوا نتأسَّى بنبينا -صلَّى الله عليه وسلَّم- !
الجواب:- لا!
هل قالوا نقتدي به !
الجواب:- لا!
فهل صحيح ما قاله عن الصَّحابة -رضي الله عنهم- أجمعين؟
==> ثُمَّ لخَّص الشَّيخ -حفظه الله- السُّؤال فقال:-
● هل يجوز القول عن حديث الثَّلاثة،
الذي جاءوا يسألون عن عبادة النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-
أنَّهم لم يكونوا يسألون ليتأسُّوا بالنَّبي، ولم يسألوا ليقتدوا به ؟
==> وهل هذا يُعْتَبَرُ طعن فيهم -رضي الله عنهم- ؟
==> الجواب:-
● إذا كان هذا القائل يقول أنَّهم أتوا ليسألوا لا بقصد التَّأسي ولا بقصد الاقتداء؛
فهذا الذي يقول هذا الكلام قَصَدَ أو لم يقصدْ:
فإنَّ كلامه ازدراء وطعن في الصَّحابة -رضي الله عنهم-
أي أنَّهم سألوا تلهيًا ولم يسألوا ليقتدوا!
وهذا طعن في نيَّاتهم ومقاصدهم،
وهذا لا يجوز أن يُطْلقَ علي النَّاس بغير بينة؛
فكيف يُطْلَقُ علي الصَّحابة -رضي الله عنهم- !
الذي هم أتقي الخلق بعد الأنبياء والرُّسل؛
فعلي قائل هذه المقولة التَّوبة النَّصوح قصد بها الطَّعن أو لم يقصد.
══════════ ❁✿❁ ══════════
●● سماع جواب الشَّيح بصوته -حفظه الله- ●●
══════════ ❁✿❁ ══════════
●● ردُّ الشَّيخ الفاضل/ أبي العبَّاس عادل منصور -حفظه الله- ●●
==> قصَّة الثَّلاثة الذين جاءوا يسألون عن عبادته:
يتحدَّثون على بعض الوقائع للصَّحابة؛ ينالون من أعراضهم!
“وجاء ثلاثة من الغلاة!”
أعوذ بالله.. أعوذ بالله.. أعوذ بالله!
كيف ألصقت عليه وصف الغلو !
الصَّحابة أسباب للتَّشريع، يفعلون الفعل فيأتي التَّشريع،
هؤلاء الصَّحابة الثَّلاثة لو أقرَّهم الرَّسول علي ما أرادوا صاروا غلاة!
كيف تلصق بهم هذا الوصف!
ولذلك لا تستبعد أن يوصف السَّلفي بالغلو؛
إذا وُصِفَ سادته وأئمَّته بالغلو!
وكم من أطروحات بهذا الأسلوب الجارح لصحابة النَّبي،
أسلوب جارح، ويريدونك أنْ تسكت عنه وعن أصحابه!
==> لا يريد أحد أن يحذرك من شيء؛ إلَّا ويضرب لك مثلاً بالصَّحابة!
لا يحذرك من انحراف؛ إلَّا ويضرب لك مثلاً بالصَّحابة!
فانتبهوا لهذه المسألة إخواني:
واحفظوا لهؤلاء الصَّحابة، هؤلاء العمالقة الكرام حقهم وجلالة قدرهم.
هم أسباب للتشريع يأتون للنَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-
سنفعل كذا، سنقول كذا، يتكلمون بالكلمة بين يديه.
══════════ ❁✿❁ ══════════
●● سماع كلام الشَّيخ بصوته -حفظه الله- ●●
══════════ ❁✿❁ ══════════
==> وفي الختام نسأل الله أن يحفظ شيوخنا من أهل السُّنَّة جميعًا،
وأن يُرِنَا الحقَّ حقًا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
●● ورضي الله عن صحابة نبينا -صلَّى الله عليه وسلَّم- أجمعين ●●
الله اكبر اسأل الله ان يحفظ مشايخ السنة
الله أكبر.