(إعلامًا ببعض حقوق الزَّوجين، وجوابًا على بعض المشاكل المنتشرة)
قال العلَّامة الإمام/ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ اَلْعُثَيْمِين -رحمه الله- :-
الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا مُحَمَّد خاتم النبيين وإمام المتَّقين،
وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أمَّا بعد:-
إنَّنا نتكلَّم عن حقوق الزَّوجين بعضهما مع بعض، وقد أشار الله إليه في القرآن إجمالاً،
فقال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ الله فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)
وقال:- (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أي:-
لهنَّ على الرِّجال مثل الذي عليهنَّ للرِّجال بالمعروف والعدل والاستقامة.
وهذا الذي ذكره الله يجب على الإنسان أن يعتني به، وأن يقوم به، وألا يفرِّط فيه؛
لأنَّه توجيه من لدن حكيم خبير، ولأنَّه سبب للألفة ودوام للسَّعادة.
لأنَّ كلَّ واحد من الزَّوجين يعامل الآخر بما يحب أن يعامله به،
وما أكثر ما يحصل من النِّزاع بين الزَّوجين إذا ساءت العشرة!
حتَّى إنَّ بعض النَّاس يُضَّطرُّ إلى أن يُطَلِّقَ أمَّ أولاده من أجل كلمة نابية أو فعلٍ لا يرضاه،
فيكون بمنزلة المرأة التي قال عنها النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام:-
(لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها خلقًا آخر) وأخبر أيضاً:-
(أنَّ النِّساء يكثرن اللعن ويكفرن العشير) ، أي:-
أنَّ الزَّوج إذا أحسن إلى إحداهن مدى الدَّهر ثم رأت سيئة واحدة، قالت ما رأيت خيراً قط !
أصبح الآن بالعكس، صار الرَّجال بعضهم بمنزلة النَّساء!
إذا حصل من زوجته ما يغضبه مرَّة واحدة كسرها وطلَّقها، ثم يُندِّمه الشَّيطان،
ويأتي إلى أبواب العلماء يسأل:- هل له من رجعة!
بعد أن وقع في فخِّ الشَّيطان يأتي ويقول:- هل له من رجعة!
ولو أنَّ الإنسان قارن بين السيئات والحسنات في الزَّوجة التي جعلها الله
ليسكن الإنسان إليها، وجعل بين الزَّوجين مودَّة ورحمة، لو قارن بين السَّيئات والحسنات؛
لوجد أنَّ الحسنات أضعافًا في غالب النِّساء بل في أكثر النِّساء، فالواجب المعاشرة بالمعروف.
ثمُّ إذا خاف الزَّوج نشوز امرأته وعدم قيامها بالواجب، فقد أرشد الله إلى ثلاثة طرق:-
1- قال:- (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ) أي:-
ذكروهنَّ وخوفوهنَّ بالله، وبينوا لهنَّ حقَّ الزَّوج، فإن استقمن فذلك المطلوب!
2- وإلَّا:- (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) أي:-
ليلة لا يبيت عندها في الفراش، يذهب يمينًا وشمالاً أو في غرفة أخرى لعلها تتأدَّب!
لأنَّ هجرها في الفراش قد يكون أشدَّ عليها من كل شيء، فإن حصل المطلوب،
3- وإلَّا:- (وَاضْرِبُوهُنَّ) لكنْ اضربوهنَّ ضربًا غير مبرح، يحصل به الأدب ولا يحصل به الأذى!
(فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) أي:-
لا تطلبوا سبيلاً مرَّة أخرى فتَذْكُرُوا المَرْأةَ-: فعَلَتْ كذا، فعَلَتْ كذا، فعَلَتْ كذا، لا!
إذا أطعنكم وعادت المياه إلى مجاريها، لا يجوز للإنسان أن يذكر شيئًا ممَّا مضى.
لأنَّ ذكر شيء ممَّا مضى يجدِّد العداوة والبغضاء، ولهذا قال:-
(فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيرًا)
اذكروا علوَّ الله عليكم، واذكروا كبرياءه عليكم،
لا تتكبَّروا ولا تعلوا على هؤلاء النساء المسكينات؛ لأن الله تعالى فوقكم.
ثمَّّ إنَّ من الواجب للزَّوجة على زوجها:-
الإنفاق بالمعروف كسوة مسكن طعام وشراب، يجب عليه أن ينفق عليها بالمعروف،
وهذه النَّفقة يجب أن يبذلها بطيب نفس، وبدون منَّة، وبدون تكره لبذلها!
لأنَّه حقٌ واجبٌ عليه، ومع هذا يؤجر ويثاب عليه،
قال النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لـ سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- :-
(واعلم أنَّك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ عليها)
أي:- جاءك أجرٌ، حتَّى ما تجعله في فم امرأتك، إذًا هو يؤدي واجبًا عن نفسه،
ويصلح ما بينه وبين أهله، ويثاب على ذلك، وقوله:- (حتَّى ما تجعله في فم امرأتك)
أي:- حتَّى اللقمة الواحدة تجعلها في فم امرأتك تثاب على هذا، مع أن الإنفاق واجب.
فإنْ كان الزَّوج شحيحًا لا يعطيها ما يكفيها بالمعروف، وهي قائمة بواجبه،
فلها أن تأخذ من ماله بغير علمه، لكن بالمعروف!
أفتى بذلك إمام المفتين محمَّد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-
فإنَّ هند بنت عتبة جاءت تشكو إليه زوجها أبا سفيان، وقالت:-
إنَّه رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي.
قال:- (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) فأذن لها، سواء بعلمه أو بغير علمه؛
لأنَّ هذا حق واجب لها، لكنْ لو فُرِضَ أنَّها نشزت فحينئذٍ له أن يمنع ما يمنع من النفقة تأديبًا.
__________________________________________
المصدر:-
[ اللقَاءُ اَلْشَّهْرِيُّ (21) ]
السلام علیکم ورحمة الله وبركاته….
جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم..
بسم الله الرحمن لرحيم
على المرأة الصبر على الزوج القاسي فالصبر أمر من العلقم ونهايته أحلى من العسل
وأن تتقي الله في زوجها وإن لم يحبها ويحسن إليها
والتمسك بدينها والدعاء له، وﻻ تشكي إﻻ للذي خلقه والله والله والله سيغير الله ما بداخله
وأن يكون العطاء من كلا الطرفين ومن المرأة زيادة
وعلى الرجال أن يتقوا الله في النساء فهم إحدى وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
اللهم ألف بين قلوب اﻷزواج.