●الرَّدُّ على أحد منكري الحجاب بدولة مصر●
السُّؤال:-
في مجلَّة آخر ساعة المصريَّة، نُشِرَتْ صور كثيرة من المحجَّبات
و هذه الظَّاهرة هناك الآن، و لكن كُتِبَ تحتها:-
●● ظاهرة الحجاب لماذا! ●●
و علَّق عليها الدُّكتور/ أحمد شلبي:-
“الحجاب لا وجود له في الاسلام!”
و بالمناسبة لقد كَثُرَ الكلام و الجدال حول الحجاب،
و أنَّ من المفترض أنْ تكشف المرأة عن وجهها و كفَّيها؛
لحديث الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- لأسماء.
وعندما أقول لهم حديث ابن أم مكتوم==> “أعمياوان أنتما” ،
يقولوا:- إنَّ حديث الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- لأسماء حديث صحيح.
نرجو الإفادة الشَّافية حيث أنَّ الإخوة السَّائلين المختلفين موجودون هنا وشكرًا؟
══════════ ❁✿❁ ══════════
●●جواب الشَّيخ الإمام/ عبد العزيز بن عبد الله باز -رحمه الله-●●
مُنْكِرُ الحجاب إمَّا جاهل و إمَّا مكابر،
يقول الله جلَّ وعلا في كتابه:
“وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ
ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ” [الأحزاب]
و يقول سبحانه وتعالى أيضًا:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ” [النُّور]
بيَّن سبحانه وتعالى أنَّ النساء عليهنَّ غضُّ الأبصار وعليهنَّ حفظ الفروج،
وعليهنَّ أنْ لا يبدين زينتهنَّ إلَّا ما ظهر منها وهي الملابس الظَّاهرة.
وقال ==> “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ”
فدلَّ ذلك على وجوب الحجاب وأنَّ الزينة تجب أنْ تُسْتَرَ،
والوجه والشُّعور وبدن المرأة كلُّه محاسن وكلُّه زينة يجب أنْ تُسْتَرَ.
════════════════════
و أمَّا حديث أسماء الذي يتعلَّق به بعض النَّاس،
وهو أنَّ أسماء بنت أبي بكر دخلت على أختها عائشة -رضي الله عنها-
و النَّبي حاضرٌ عليه الصَّلاة والسَّلام، وعليها ثياب رِقَاقٌ؛
فقال لها النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- :
“يا أسماء إنَّ المرآة إذا بلغت المحيض لا يصلح أنْ يُرَىَ منها إلَّا هذا وهذا”
وأشار إلى وجهه و كفَّيهِ، فهو حديث لا يصحُّ عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-
ويتعلَّق به البعض، وهو حديث رواه أبو داود بإسناد منقطع عن عائشة،
وبإسناد ضعيف، فهو منقطع وضعيف.
وضعيف من جهة الانقطاعة و ضعيف من جهة بعض الرُّواة،
و هو حديث لا يصحُّ عن النَّبي -صلَّى عليه وسلَّم- ،
ولو صحَّ لكان هذا قبل الحجاب، إذ الحجاب صريح أنزل الله به الآيات.
هذا لو صحَّ لكان قبل الحجاب، ولكنَّه غير صحيح،
فإنَّه من رواية سعيد بن بشير عن قتادة عن خالد بن دُرَيْك عن عائشة.
وسعيد بن بشير لا يُحْتَجُّ به، ضعيف الرواية ولا يُحْتَجُّ برواياته،
وقتادة عن خالد مُعَنْعَن وهو مدلس ولا يُحْتَجُّ برواياته إذا عنعن.
وخالد بن دُرَيْك ضعيف لا بأس به، لكنَّه لم يسمع من عائشة،
لم يلقى عائشة ولم يسمع منها، فهو منقطع من خالد عن عائشة،
وهو ضعيف من جهة سعيد بن بشير، وهو ضعيف من جهة عنعنة قتادة.
════════════════════
عِلَّةُ ضعف سعيد وعِلَّةُ تدليس قتادة و عِلَّةُ انقطاعه بين خالد وبين عائشة،
فهو ضعيف من وجوه ثلاثة، لا يُحْتَجُّ به ولا يُتَعَلَّق به.
و لو فرضنا أنَّه صحيح وجاء بإسناده صحيح لكان هذا قبل أن يأتي الحجاب،
وقبل أنْ يُشْرَعَ الحجاب، كان النساء يجلسن مع الرجال وهنَّ كاشفات الوجوه،
ثمَّ أنزل الله الحجاب، وأُمِرْنَ بالستر بعد ذلك، كما جاءت السُّنَّة بذلك.
قالت عائشة -رضي الله عنها- :
أنَّها سمعت صوت صفوان بن المعطل لمَّا مرَّ عليها لمَّا خلفها الجيش،
يحسبون أنَّها في خِدْرِهَا، قالت:
فسمعته يقول: (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون) لمَّا رآها..
قالت:-
“فلمَّا سمعته خمَّرت وجهي، وكان قد رآني قبل الحجاب فعرفني”
المقصود أنَّ هذا يبين لنا أنَّه كان قبل الحجاب يكشفن وجوههنَّ،
فلمَّا جاء الحجاب سَتَرْنَ وجوههنَّ، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم.
●● ملحوظة ●●
مراد السَّائل من قوله “صور كثيرة من المحجَّبات”
يقصد “المنتقبات”
وأيضًا ذِكْرُ الشَّيخ ابن باز -رحمه الله- لـ “الحجاب” في جوابه
إنَّما يقصد بذلك “النقاب” وهو حجب الوجه والكفَّين.
══════════ ❁✿❁ ══════════