اللغة العربية

( حيلة التَّباكي الفاشلة على الرِّفق والألفة والمحبَّة! )

من أقدر النَّاس على التَّباكي على المشاعر والأخلاق والمتاجرة بهما
هم أهل البدع والأهواء في كل زمان ومكان.


فمن الغيرة الدينية وإظهار الغضب لله عند الخوارج إلى المتاجرة بمحبة الله،
وتعظيم منزلة الرَّسول -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم- عند الصُّوفيَّة.

وجاءت الجماعات وأمامها هذا الإرث العظيم والسَّلف الغير كريم فائتست به في مواجهة دعوة السُّنَّة.


فبدلا من العمل بالمحكمات كقول الله -عزَّ وجلَّ-:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)
 
وقول النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-:
“عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديين عضُّوا عليها بالنَّواجذ”


بدلاً من ذلك:-
إصرار على اتِّباع الهوى، وترك التَّوبة الواجبة، وعداء لأهل السُّنَّة،

وشراسة في نقدهم مع الحيلة التي لا يغترُّ بها إلا من ضعف يقينه أو إيمانه أو بصيرته.

وهي المتاجرة بالأخلاق، والتَّباكي على الفرقة، والإيهام بحمل هَمِّ الإسلام والمسلمين وقضاياهم،
وكل ذلك بفضل الله -عزَّ وجلَّ- لا ينطلي إلا على من ضعف إيمانه أو علمه أو فسدت إرادته.


والذي نحبه لإخواننا المسلمين أن يقووا قلوبهم في معتركات الخلاف؛
ولا تضعف قواهم أمام هذه المتاجرات الهزيلة بالدِّين والفضيلة!

فاتباع السُّنَّة يحتاج منك إلى قوَّة، وإيثار لله -عزَّ وجلَّ- وما يحب،
وجعل السُّنَّة هي الطَّريق الفاصل بين الانسان والنَّاس.


أما إذا أرعيت سمعك إلى الباكين أو المتباكين بأحوال المسلمين وحاجاتهم؛
والمتاجرين بقضاياهم؛ والزَّاعمين السَّعيَّ إلى الألفة من غير توبة من البدع والأخطاء؛
فاعلم أنَّ السَّلف قالوا:- إن كلَّ مبتدع ملقَّن حجته.


|| فكيف مع بكائه وانكساره وحرصه على كسب مشاعرك الطَّيبة حال إدلائه بشبهه وعرضه لقضاياه؟ ||

فتكون أنت الذي تسبَّبت على نفسك بالفتنة، وفتحت على قلبك باب الشَّر،
فلا تلومنَّ إلا نفسك حين تجد كراهيتك للجماعات تقلُّ؛ وفرقانك يضعف؛ وقواك في نصر السُّنَّة تخور!


إنَّ هدي السَّلف وما جرت به السُّنَّة واضح كالشَّمس في الدَّلالة على الخير؛ والتحذير من الشر؛
ففي الخير:-
تحكيم الوحي والأثر؛ والأخذ عن المأمونين الواضحين أهل السُّنَّة؛وعدم إقحام النَّفس فيما لا يعني.

وفي التَّحذير من الشَّر أن تصير أصمًا عن البدع وأهلها؛ حريصًا على مفارقة الأهواء والبدع؛
ومنها الجماعات وبطانتها؛ بسمعك وعلمك وبدنك.


ولا يغرنَّك ظاهر بطانة الجماعات الذين لا يريدون الفرقان الكامل مع الجماعات،
فإنَّ تساهلك معهم سيقودك إلى بدع وأهواء الجماعات التي  أنت -أصلاً- فار منها!


كاتب المقالة:-
الشيخ الفاضل/ أحمد السبيعي -حفظه الله-

‫5 تعليقات

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم اجعل كيد المبتدع في نحوره
    و اجمعنا بأهل السنة والكتاب السلف الصالح.

  2. أسأل الله أن ينصر أهل السنة ويرفع رايتهم في كل مكان ويقوي شوكتهم ،
    ويهزم أهل البدع والضلال ويجعل كيدهم في نحورهم .

  3. بارك الله فيك ياشيخنا وكل من نصر السنة بقلمه وصوته وماله وجهده وأعان على كشف البدعة والمبتدعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى